تراجع حاسة الشم قد تكون مؤشرا على اصابتك بكورونا
إحدى المشكلات أو المضاعفات الرئيسة لكوفيد-19 الذي يُسببه العامل الممرض الجديد سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2) هي أن العديد من المرضى قد ينقلون المرض دون أن يُظهروا أي أعراض أو قد يبدون أعراضًا خفيفة، ما يجعل من الصعب جدًا تحديد عدد الأشخاص المصابين؛ على هذا، أولئك الذين قد ينقلون المرض للآخرين. أفاد أطباء في بعض البلدان التي انتشر فيها الفيروس أن عرضًا قد يظهر عند الأشخاص الحاملين للمرض و لا يبدون أي أعراض، وهو الفقدان المفاجئ لحاسة الشم ، وفي بعض الأحيان حاسة التذوق.
الخُشام Anosmia هو الفقدان الجزئي أو الكلي لحاسة الشم. قد يحدث الخشام مؤقتًا في بعض الأمراض التي تسببها الفيروسات الأنفية كالزكام أو نزلة البرد؛ إذ يحدث تهيّج لبطانة الأنف. يمكن أن يحدث خشام دائم في بعض الحالات الأخرى الخطيرة، لكنها كثيرًا ما تكون مرتبطة بأمراض بسيطة تبقى مدة قصيرة.
أفاد خبراء طبيون من مختلف أنحاء العالم أن الفقدان المفاجئ لحاسة الشم قد يكون مؤشرًا منبهًا عند حاملي المرض الذين لا يبدون أي عرض. وصرّح مختصّون في أمراض الأذن والأنف والحنجرة بأنّ الفيروس يمكن أن يُسبب تورمًا في الغشاء المخاطي الشمي بطريقة غير شائعة الحدوث عند الإصابة بأمراض تسببها فيروسات أخرى، على هذا، يمكن اعتبار الفقدان المفاجئ لحاسة الشم مؤشرًا سريريًا مهمًا عند الأشخاص الأصحاء الحاملين على كوفيد-19.
نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة عبر موقعها على الإنترنت أن كمية الأدلة المتعلقة بحدوث الخشام، وانخفاض القدرة على الشم (نقص الشم hyposmia)، وانخفاض حاسة التذوق (خلل التذوق dysgeusia) كبيرة بما يكفي لإضافتها إلى قائمة أعراض وجود عدوى محتملة.
وحثّ جراحو الأنف والأذن والحنجرة في المملكة المتحدة أيضًا عبر بيان لهم على تصنيف الخشام عرضًا مهمًا، لدرجة يمكن الشك فيها بوجود المرض عند شخص سليم ظاهريّا لكنّه حامل له، ويجب على الأطباء المختصين عندها استبعاد هذا العرض الدقيق أو تأكيد وجوده بسرعة.
يلعب المرضى الذين لا يبدون أعراضًا دورًا رئيسيًا في الانتشار الكارثي للمرض، لأنه دون وجود أعراض واضحة مثل الحمى والسعال المستمر، لن تُكشف إصابتهم عبر إجراء الفحوصات الحالية.
قال البروفيسور سايمون كارني Simon Carney من قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة (قسم جراحة الرأس والعنق) في جامعة فلندرز في بيان له: «مع أن الأمر يتطلب مزيدًا من البحث، فإن فقدان حاسة الشم أو الخشام قد حدث تقريبًا عند مريض واحد من أصل ثلاثة مرضى في كوريا الجنوبية، وعند مريضين من أصل ثلاثة في ألمانيا».
من الموصى به مراجعة الطبيب أو مركز الخدمات الصحية المحلية عند ظهور هذا العرض المبكر المُنذِر بالإصابة بكوفيد-19، من أجل الحصول على العلاج المناسب مع أن الحالة قد لا تتطلب إلا إجراء العزل الذاتي للمريض حتى يُشفى، وهو أمر مهم جدًا لأنهم قد ينقلون المرض لغيرهم.
مع أنه من أكثر الأعراض المؤقتة شيوعًا، فإنه يمكن للخشام أن يؤثّر على نوعية حياة المرضى؛ لأنه يكون مصحوبًا عادة بفقدان حاسة التذوق. يمكن لفقدان حاستي الشم والتذوق أن يُعطي شعورًا مزعجًا عند تناول الطعام، ما يجعل المريض يتجنب تناول الطعام ثم يفقد شهيته، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى سوء التغذية.
مكن أيضًا أن يؤثر فقدان حاستي الشم والتذوق على الحالة الذهنية للمريض؛ إذ إن الجلوس على الأريكة في غرفة الحجر الصحي دون الاستفادة من وجبات الطعام المُقدمة يمكن أن يجعل المريض كئيبًا ويشعره بالإحباط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لا تشاهد وترحل اترك بصمتك بترك تعليق حول الموضوع ❤
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.